- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله. رواه مسلم.
- قال ابن رجب: فإن تحقق القلب بمعنى (لا إله إلا الله) وصدقه فيها، وإخلاصه بها يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده، إجلالا، وهيبة، ومخافة، ومحبة، ورجاء، وتعظيما، وتوكلا، ويمتلئ بذلك، وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين.
- فمن أحب شيئا وأطاعه، وأحب عليه وأبغض عليه، فهو إلهه، فمن كان لا يحب ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي ولا يعادي إلا له، فالله إلهه حقا، ومن أحب لهواه، وأبغض له، ووالى عليه، وعادى عليه، فإلهه هواه، كما قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
- وقيل للحسن: إن ناسا يقولون: من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة، فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة.
- فتبين بهذا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار)، وأن من دخل النار من أهل هذه الكلمة، فلقلة صدقه في قولها.
الصدق في كلمة التوحيد:
- قال ابن رجب: فإن هذه الكلمة إذا صدقت، طهرت من القلب كل ما سوى الله، فمن صدق في قوله: لا إله إلا الله، لم يحب سواه، ولم يرج إلا إياه، ولم يخش أحدا إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم تبق له بقية من آثار نفسه وهواه.
- ومتى بقي في القلب أثر لسوى الله، فمن قلة الصدق في قولها.
معلومات التدوينه !